الاثنين، ديسمبر ١٥، ٢٠٠٨

تعميمية قانون مور




ينص قانون مور الشهير على أن أداء عتاد الحاسب يتضاعف كل عدة أشهر، يعني ذلك أن كل جهاز تقوم بشرائه اليوم سواء كان حاسبا شخصيا أو محمولا أو هاتفا جوالا وغيرها ستكون بعد عدة أشهر أقل أداء مقارنة بنفس الجهاز الذي تم شراؤه قبل مدة، وذلك كنتيجة للتسارع التقني الملحوظ في مجال الإلكترونيات.

ولكن ثمة سؤالاً يحاول طرح نفسه وهو هل يمكن أن نعمم قانون مور ليشمل أيضا الجزء المكمل لأجهزة الحاسب وهي البرمجيات التي تستخدم لتشغيلها؟ بمعنى هل نستطيع أيضا أن نضاعف أداء البرمجيات كل عدة أشهر كنتيجة طبيعية لتضاعف أداء عتاد الحاسب؟

معظم لغات البرمجة وحتى مشتقاتها المطورة والتي ظهرت علينا مؤخرا والمستخدمة في عمل تطبيقات الويب لا توحي لنا بإمكانية تعميم قانون مور على هذه البرمجيات، نظرا لبطئ أداء بعضاً منها على الرغم من عملها على منصات تستخدم عتادات جبارة، وقد يرجع سبب البطء لعاملين كلاهما يتمحوران حول الجانب البرمجي من القضية.

العامل الأول هو عدم الاستفادة من الخصائص المتقدمة التي توفرها المعالجات الحديثة عند عمل البرمجيات مثل تقنية الخيوط المتعدد HyperThreading و تقنية التزامنية concurrency والتي تؤدي لمعالجة أكثر قدر من البيانات في وقت قصير.

أما العامل الآخر فهو قيام المبرمج بحشو برنامجه بالعديد من المقاطع البرمجية غير المهمة والمعقدة والتي تؤثر عكسيا على أداء البرنامج.

ومهما كانت الأسباب المانعة لإمكانية تعميم قانون مور على الجانب البرمجي من الحاسب، لا زال هناك تساؤل للإجابة عليه علميا يتوجب القيام بدراسة بحثية مقننة لاختبار مدى صحته، السؤال هو "هل يتضاعف تعلم لغات البرمجة كل بضعة أشهر، نتيجة لخروج لغات جديدة تختصر الأوامر البرمجية في واجهات برمجية (API) بسيطة؟"، من ناحيتنا ستكون الإجابة السريعة والبديهية على هذا السؤال ب"نعم"!!
المصدر : جريده الرياض
الكاتب: هند الخليفة

ليست هناك تعليقات: